الزوج المثالي

.. تابعوا معي هذا المشهد الذي سأعرضه لكم لنتعرف على خلق عظيم لابد أن يتميز به الرجل .. و له ثمرات عظيمة سنوردها بعد عرض المشهد ... جلس رجل في يوم اجازته مع زوجته ليناقشا أمراً في حياتهما الزوجية .. و إذ بالنقاش يشتد و يحتر حتى... انقلب إلى شجار حاد .. مما جعل الزوجة تتجاوز حدودها مع زوجها في بعض كلماتها و ما كان لها أن تتجاوزها .. غضب زوجها إثر كلامها غضباً شديداً ، لم يجد إلا أن يغير حالته و يتوضأ و يدخل الغرفة الأخرى ليصلي ركعتين لله تعالى .. و بينما الزوج يصلي إذ بباب البيت يطرق .. سألت الزوجة من على الباب و إذ بصوت أبيها يقول أنا أبوك يا ابنتي .. فتحت الزوجة الباب لأبيها الذي جاء لزيارتها .. و مع القلق جف قلبها و زادت ضرباته و هي ترحب بأبيها .. هي تعلم أن أباها يكن حباً عظيماً لزوجها و يقدره و يثق به و كانت تخشى أن يشكو زوجها منها لأبيها .. جلست الزوجة مع أبيها ترحب به و هي تغالب خوفها و قلقها مما سيكون منه حين يعلم من زوجها ما صدر عنها .. دخل الزوج مرحباً بعمه مطمئن الوجه منشرح الصدر على عكس زوجته .. تجاذب الزوج و عمه أطراف الحديث بينما قامت الزوجة تعد شيئاً لضيافة أبيها ، و أذنها معلقة بحوارهما ، و قد زاد قلقها و اضطرابها . و ما هي إلا لحظات حتى أحضرت الزوجة ما أعدته لضيافة أبيها .. و كادت تسقط على الأرض حين سمعت أباها يسأل زوجها : كيف رضاك عن ابنتي ؟ ابتسم زوجها و هو يقول : نعم الزوجة هي .. رد عمه بقول : و أنت نعم الزوج يا بني . عندها شعرت زوجته براحة عظيمة ارتخت أعصابها المشدودة .. و نظرت في امتنان كبير إلى زوجها .. و تمنت لو أنها كانت تستطيع أن تقوم إليه لتقبله شاكرة .. انظروا معي أحبتي إلى هذا الخلق العظيم من أخلاق الزوج المثالي و هو أنه يستر على أخطاء زوجته و لا يكشفها لأهله أو لغير أهله .. و هذا بلا شك خلق عظيم يحقق وفاقاً زوجياً يقي من تفاقم خلافات كثيرة .. غير أنه يعطي طابعاً لزوجة بأن زوجها طيب الخلق عظيم الصبر و أنه يحبها حقاً .. و هذا ما يزيد تمسك الزوجة به .. و انظروا معي و تأملوا ثمرات هذا الخلق العظيم : أولاً : يحصر دائرة الخلافات الزوجية و يضيقها بحيث يتم حلها داخلياً ما بين الزوج و زوجته دون تدخل طرف آخر من جهة الأبوين سواءاً كانا والدي الزوجة أم والدي الزوج .. و قد يؤدي هذا التدخل لتأزم العلاقة و توترها .. ثانياً : يخجل الزوجة من نفسها و يجعلها تتقلب في ندم و حسرة على تجاوزها لحدودها في خلافها مع زوجها .. ثالثاً : يدفع المرأة و يحضها على أن تفعل مثل ما فعل زوجها فتكتم عن أهله و أهلها ما يمكن أن يقع فيه من خطأ و تقصير .. رابعاً : يغلق الباب أمام المحاولات الإبليسية اللعينة للإيقاع بين الزوجين لتوسيع شقة الخلاف بينهما إلى قدر لا يمكن فيه رأب الصدع .. خامساً : يجلب المودة بين الزوجين و يزيد في نموها .. ولأن المرأة لا تسلم احيانا من المخالفات أو تجاوزات في التصرفات احيانا، فقد جاء في حديث ابي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي صلى الله عليه وسلم: "استوصوا بالنساء خيراً، فإنهن خلقن من ضلع، وأعوج ما في الضلع أعلاه، فإن ذهبت تقيمه كسرته، وإن تركته استمتعت بها على ما فيها، فاستوصوا بالنساء خيرا"
[