احمد الصانبي
المدير العام
عدد المساهمات : 42 تاريخ التسجيل : 30/01/2011
| موضوع: قصص من الواقع لتعرف ما هو دورك فى هذه الحياه الثلاثاء أبريل 05, 2011 3:21 pm | |
|
حدَّث بعض طلبة العلم أنه أُرسل في بعثة دعوية؛ ليدعو إلى الله -تعالى- في بعض مجاهيل إفريقيا، وتكبد العناء والمشقة حتى وصل إلى هذه البلاد شديدة الحرارة التي ليس فيها مِن أمور الرفاهية شيء، واستراح ليلته وهو يقول عن نفسه أنه بذل واجتهد، وفي الصباح خرج ليتفقد حال البلد فوجد امرأة يبدو عليها السم...ت الأوروبي فتعجب مِن وجودها في هذا المكان الذي تختلف طبيعته عن بلادها تمامًا، وليس فيه مِن وسائل الرفاهية والحياة الحضارية شيء؛ فسأل عنها؟ فقالوا: "هذه هنا منذ ثمان سنوات تدعو أهل هذا البلاد إلى النصرانية"! فاحتقر عمله وجهده.
وذكر أحد مَن بُعث مِن بلاده؛ ليحصل على شهادة مِن أوروبا أن امرأة طرقت عليه الباب في الصباح ذات يوم واستأذنته دقائق؛ لتبشره بالمسيح فاعتذر لها بأن دينه يخالف دينها، ولكنها أصرت على أن يمنحها دقائق من أجل المسيح، ولكنه أغلق في وجهها الباب فوقفت أمام الباب قرابة النصف ساعة تتحدث بما تريد أن تقوله له بصوت مرتفع!
والدكتور "أوساهير" الملقب بأبي المحركات في اليابان لما أرسلته بلده إلى ألمانيا ليحصل على شهادة الدكتوراه، فأخذ يدرس ويقرأ، وأعطاه أساتذته الألمان الكتب ليقرأ ويدرس، قال: "لو استمعت إلى نصائح أساتذتي الألمان لما حصَّلت شيئًا".
فنزل إلى مصانع صهر الحديد والنحاس وغيرها، ولبس بزة العمال ليتعلم منهم، بل كان يخدم العامل حتى أثناء طعامه وشرابه، ويقول -رغم أنه مِن أسرة ساموراي-: "ولكني كنت أخدم اليابان، وفي سبيل اليابان يهون كل شيء"! حتى استطاع صناعة أول محرك ياباني خالص.
هذه نماذج من بذل أهل الباطل لباطلهم، فأين بذلي وبذلك لدين الله -تعالى-؟!
وأين جهدي وجهدك في سبيل الله -تعالى-؟!
قال أوساهير: "ولكني كنت أخدم اليابان"؛ فأين خدمتي وخدمتك للإسلام؟!
وقال: "كل شيء من أجل اليابان يهون"؛ فهل يبذل كل منا ويقول: "كل شيء مِن أجل الإسلام يهون؟!".
تهون الحياة وكل يهون ولكن إسلامنا لا يهون
إن قضية العمل للدين، والبذل في سبيل الله ورفع راية الإسلام، والاجتهاد ليعلو الإسلام على كل الملل والنحل، وعودة الخلافة، وعودة هذه الأمة لقيادة الدنيا بدين الله -عز وجل-، وتعبيد الناس لرب الناس -سبحانه وتعالى-؛ ليست مسئولية شخص بعينه أو هيئة معينة، وإنما مسئولية كل مسلم على حسب طاقاته وإمكانياته وقدرته.
وإننا مَن نحتاج إلى هذا العمل الصالح وهذا البذل؛ لنجاة أنفسنا وسعادة دنيانا وأخرانا، وليس ديننا المحتاج إلى ذلك؛ لأن الإسلام قوي بذاته ظاهر بذاته؛ لأنه هو الحق وما سواه باطل؛ ولذلك ينتشر الإسلام في كل ربوع الدنيا، ويدخل كل يوم في الإسلام المئات، بل الآلاف على رغم ضعف المسلمين وعجزهم.
والطفيل بن عمرو الدوسي -رضي الله عنه- حينما أسلم.. في أول لحظات إسلامه يعلم أن عليه واجبًا تجاه دينه، ودورًا في نصرته،فيقول للنبي -صلى الله عليه وسلم- بعد أن نطق بالشهادتين: "إن دوسًا كفرت بالله فمرني فلأذهب إليها".
وصحابة النبي -صلى الله عليه وسلم- جميعًا بعد جهاد ثلاثة وعشرين عامًا من البذل والتضحية وتحمل الآلام والصعاب، وترك الأهل والأوطان والأولاد، وبذل الأموال وغير ذلك ما جلسوا ليستريحوا بعد ذلك، أو ليحصلوا على النياشين والأوسمة، ويرووا قصص البطولات الماضية، وإنما انطلقوا جميعًا استمرارًا في العمل للدين، ونصرة للإسلام حتى مات كل منهم في قارة مِن قارات العالم.
ونور الدين وصلاح الدين الذين -رحمهما الله- أوقفا حياتهما لله حتى حرر الله -تعالى- على المسجد الأقصى على يد صلاح الدين، وقالا قولتهما المشهورة التي وردت على لسانيهما: "كيف أضحك والقدس أسير؟!".
فتقول: وما دوري أنا؟ وماذا أفعل لخدمة ونصرة ديني؟
أولاً: ابحث لنفسك عن دور، فلا تنتظر أحدًا يُعرفك دورك، فمن حبك لدينك ستجد أدوارًا.
وهذه مفاتح أدوار تعينك:
1- التزامك بشرع الله وتربية أولادك على الإسلام مِن أعظم النصرة للدين.
2- الدعوة إلى الله -تعالى-، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
3- تعلم الدين وتعليمه للناس، ومنه: الخطبة والدرس.
4- الاهتمام بقضايا المسلمين في كل مكان، وتعريف الناس بها وبحقيقتها، وحقيقة كيد الأعداء.
5- رعاية الأيتام والفقراء والمساكين وكفالتهم.
6- تفوقك الدراسي، وبذلك مِن أجل تقدم أمة الإسلام: اقتصاديًا، وسياسيًا، وعلميًا وتكنولوجيًا.
7- خدمة المسلمين في مكان عملك، والبعد عن الحرام؛ سواءً كنت موظفًا أو عاملاً أو طبيبًا أو مهندسًا أو غير ذلك.
8- الدعاء والتضرع إلى الله لنصرة المسلمين، وهذا والأول عمل لا يعجز عنه أحد، قال -صلى الله عليه وسلم-: (هَلْ تُنْصَرُونَ وَتُرْزَقُونَ إِلا بِضُعَفَائِكُمْ) (رواه البخاري)، وفي وراية: (إِنَّمَا يَنْصُرُ اللَّهُ هَذِهِ الأُمَّةَ بِضَعِيفِهَا بِدَعْوَتِهِمْ وَصَلاتِهِمْ وَإِخْلاصِهِمْ) (رواه النسائي، وصححه الألباني).
9- اذهب لأهل العلم والدعاة إلى الله في مكانك ومنطقتك ليدلوك على أعمال يحتاجونها، وتبذل أنت فيها لله.
قال بعض أهل العلم: "كانوا يقولون لنا: دقك المسمار لتعليق لوحة إعلان عن درس علم نصرة للدين، ومشاركة في عودة الخلافة".
وصدقوا.. فلا تحقرن عملاً، فميزان الله بمثاقيل الذرات، ورب عمل صغير تعظمه النية، ورب عمل كبير تحقره النية.
والمرأة كذلك لها دور؛ فلابد أن تعيش قضايا أمتها فهي ليست بمعزل عن العمل للإسلام ونصرته، فمن أدوارها:
1- التزامها بشرع الله وخاصة فريضة الحجاب، وأن تكون أسوة وقدوة لغيرها في حسن الخلق، وحسن الأدب والحياء.
2- تربية أولادها على الإسلام.
3- دفع زوجها وأولادها وحثهم على طاعة الله والعمل لدين الله.
4- تهيئة البيت لزوجها وأولادها للعمل والبذل "فزوجة الداعية الجندي المجهول".
5- ألا ترهق زوجها بالمطالب والمصاريف حتى لا تشغله عما هو أهم.
والله أسأل أن يعز الإسلام وينصر المسلمين، ويذل الشرك والمشركين، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
وصلِّ اللهم وسلم وبارك على عبدك وخليلك محمد، وعلى اله وصحبه وسلم
| |
|