ميزر ريد عضو مشارك
عدد المساهمات : 42 تاريخ التسجيل : 21/02/2011
| موضوع: مــــــــــقارنه لطيفـــــــــــه بين الــــــصدق والكذب الأربعاء فبراير 23, 2011 6:57 am | |
| مقارنة لطيفة بين الصدق والكذب
--------------------------------------------------------------------------------
مقارنة لطيفة بين الصدق والكذب مجموع فتاوى شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله ج: 20 ص: 74
الصدق أساس الحسنات وجماعها، والكذب أساس السيئات ونظامها، ويظهر ذلك من وجوه:
أحدها: أن الإنسان هو حي ناطق، فالوصف المقوِّم له، الفاصِل له عن غيره من الدواب هو المنطق، والمنطق قسمان: خبر، وإنشاء. والخبر صحته بالصدق، وفساده بالكذب، فالكاذب أسوأ حالاً من البهيمة العجماء، والكلام الخبري هو المميز للإنسان، وهو أصل الكلام الإنشائي، فانه مظهر العلم، والإنشاء مظهر العمل، والعلم متقدم على العمل، وموجب له، فالكاذب لم يكْفهِ أنه سلب حقيقة الإنسان حتى قلبها إلى ضدها، ولهذا قيل: لا مروءة لكذوب، ولا راحة لحسود، ولا إخاء لملوك، ولا سؤدد لبخيل، فان المروءة مصدر المرء، كما أن الإنسانية مصدر الإنسان.
ا لثاني: أن الصفة المميزة بين النبي والمتنبئ هو الصدق والكذب، فإن محمدا رسول الله الصادق الأمين، ومسيلمة الكذاب قال الله تعالى: {ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا أو كذب بالحق لما جاءه أليس في جنهم مثوى للكافرين والذين جاء بالصدق وصدق به أولئك هم المتقون}.
الثالث: أن الصفة الفارقة بين المؤمن والمنافق هو الصدق، فان أساس النفاق الذي بني عليه: الكذب، وعلى كل خلق يطبع المؤمن إلا الخيانة والكذب، وفى الصحيحين عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ثلاث من كن فيه كان منافقا: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا أؤتمن خان)).
الرابع: أن الصدق هو أصل البر، والكذب أصل الفجور؛ كما في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((عليكم بالصدق؛ فان الصدق يهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلي الجنة، ولا يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا، وإياكم والكذب؛ فان الكذب يهدي إلى الفجور، وان الفجور يهدي إلى النار، ولا يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا)).
الخامس: أن الصادق تنزل عليه الملائكة، والكاذب تنزل عليه الشياطين؛ كما قال تعالى: { هل أنبئكم على من تنزل الشياطين، تنزل على كل أفاكٍ أثيم يلقون السمع وأكثرهم كاذبون}.
السادس: أن الفارق بين الصديقين والشهداء والصالحين، وبين المتشبه بهم من المرائين والمسمعين والملبسين هو: الصدق والكذب.
السابع: أنه مقرون بالإخلاص الذي هو أصل الدين في الكتاب وكلام العلماء والمشايخ، قال الله تعالى: {واجتنبوا قول الزور حنفاء لله غير مشركين به } ولهذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( عدلت شهادة الزور الإشراك بالله مرتين، وقرأ هذه الآية وقال: ألا أنبئكم بأكبر الكبائر الاشراك بالله وعقوق الوالدين وكان متكئا فجلس فقال: ألا وقول الزور، ألا وشهادة الزور، فما زال يكررها حتى قلنا ليته سكت )).
الثامن: أنه ركن الشهادة الخاصة عند الأحكام التي هي قوام الحكم والقضاء والشهادة العامة في جميع الأمور، والشهادة خاصة هذه الأمة التي مُيزت بها في قوله: {وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس } وركن الإقرار الذي هو شهادة المرء على نفسه، وركن الأحاديث والأخبار التي بها يقوم الإسلام، بل هي ركن النبوة والرسالة التي هي واسطة بين الله وبين خلقه، وركن الفتيا التي هي إخبار المفتى بحكم الله وركن المعاملات التي تتضمن إخبار كل واحد من المتعاملين للآخر بما في سلعته وركن الرؤيا التي قيل فيها أصدقهم رؤيا أصدقهم كلاما والتي يؤتمن فيها الرجل على ما رأى.
التاسع: أن الصدق والكذب هو المميز بين المؤمن والمنافق؛ كما جاء في الأثر أساس النفاق الذي بني عليه الكذب، وفى الصحيحين عن أنس عن النبي أنه قال: (( آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا أؤتمن خان )) وفى حديث آخر: (( على كل خلق يطبع المؤمن ليس الخيانة والكذب )) ووصف الله المنافقين في القرآن بالكذب في مواضع متعددة، ومعلوم أن المؤمنين هم أهل الجنة، وأن المنافقين هم أهل النار في الدرك الأسفل من النار.
العاشر: أن المشايخ العارفين اتفقوا على أن أساس الطريق إلى الله هو الصدق والإخلاص، كما جمع الله بينهما في قوله: { واجتنبوا قول الزور حنفاء لله غير مشركين به } ونصوص الكتاب والسنة وإجماع الأمة دال على ذلك في مواضع؛ كقوله تعالى: { يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين }، وقوله تعالى: { ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا أو كذب بالحق لما جاءه أليس في جهنم مثوى للكافرين، والذي جاء بالصدق وصدق به أولئك هم المتقون }، وقال تعالى لما بين الفرق بين النبي والكاهن والساحر: { وإنه لتنزيل رب العالمين نزل به الروح الأمين على قلبك لتكون من المنذرين بلسان عربي مبين، وانه لفي زبر الأولين }، إلى قوله: { هل أنبئكم على من تنزل الشياطين تنزل على كل أفّاك أثيم يلقون السمع وأكثرهم كاذبون}، وقال تعالى: { فمن أظلم ممن افترى على الله كذبا أو قال أوحي الى ولم يوح إليه شىء ومن قال سأنزل مثل ما أنزل الله }، وقال تعالى: { يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم أو الوالدين والأقربين إن يكن غنيا أو فقيرا ... __________________
| |
|